مجزرة الشاطئ ــ بقلم الشاعر رجب الجوابرة
ـــــــــــــــــــــــ
فلسطـــــــين الحــبيــــبة يا بلادي
لكِ الأحـــرار هبــــــوا للجـــــهادِ
ألا ينـــــدى جبــــــين الكون يوماً
وهذا المــــوت من صنع الأعادي
يرى الأطفال صرعى في الرمالِ
مشــــاهــد قــد بكى منها فــؤادي
هوى الصاروخ في وضح النهارِ
لزرع المــوت .. أضحى بازديادِ
رأينا الطــــفلة *الثكــــلى تهــــيمُ
على رمــــلٍ .. تجــــلل بالسـوادِ
صراخٌ هيّـــج الأمـــواج حـــزناً
ودمـــع العيـــن يجري كالمـــداد
مناظر لو رآها الوحش يهــــوي
صريعاً .. مثـــل ذرات الرمـــادِ
يد السيــافِ* قد شُلــت ذهــــولاً
فحـــــرَّم حينـــــها قتــل العـــبادِ
وأقســــم حينـــها الأيمان شـرعاً
على الأعـــــداء يضغــط بالزنادِ
*******
فلسطــــين الحبـــيبــــة يا بلادي
لكِ الشـــــرفاء هبــــوا للجــــهادِ
دم الشهداء يروي الأرض طولاً
وعرضاً .. قد روى كل البوادي
وما زلـــــنا نصــــد الداء عــــنا
وما زلــــنا نجــــاهد بانفــــــرادِ
وأسرى خلف قضبان السجـــونِ
إلى الدنــــيا حناجـــرهم تنـــادي
ألا يكفي لهـذا الظلـــم يجـــــري
لشعــــبٍ دون سيـــفٍ أو عـــتادِ
لمـــاذا دونمــــا كل الشعـــــوبِ
ضمير الكون في صف المعادي
كفى للظــــلم عــــدواناً عليــــنا
كـــفى قـــتل الطفولةِ في المـهادِ
حصــارٌ يحجـــب الزوّاد عــــنا
فأضــــحى كـــل شيءٍ باقتصـادِ
لمـــــاذا ... يُقــــتل الآلاف مـنا
ونحـــن الأصل في هذي البـلادِ
*******
فلسطيــــن الحبــــيــبةُ يا بلادي
لكِ الثــــــوار هبــــوا للجــــهادِ
عـــــدوُ يقــــتلُ الأطـــــفالَ منا
وعــــند العُــرْب يحظى بالودادِ
قد اغتالوا رمـوز الشعب غدراً
وأســـرى في زنازبن البيـــادي
وفي مصرٍ يحل بها ضيــــــوفاً
كأن الدمَّ يُبــــلى .... بالفـــــسادِ
شهــــامة أهلنا غابت خضــوعاً
لأمــــريكا حليـــــفاً للأعــــادي
مصالحهم غـــدت فـــوق الدماءِ
رضـــوا بالذل أضحى باعتــيادِ
وفي أحوالــــنا هـــذا الحــصارُ
ليحجــــب شمسـنا خلف الوهادِ
فما فعلـــــوا لصــــدِّ الظلم عنا
ســـوى صمـــتٍ تكبله الأيادي
سيكتبُ عنــــهم التــاريخ يوماً
بأن العــــار في نفس الحصادِ
ــــــــــــــــــــــــ8ــــــــــ 9ــ 6ــ 2006
*الطفلة : هدى غالية التي فقدت أسرتها في هذه المجزرة
*السياف : هو الذي يُكلف بقطع الرؤوس بالسيف عند إقامة الحد
البحر الوافر
مع تحيات رجب الجوابرة