قراءة نقدية لـ قصيدة " سيدة الأقحوان" للشاعرة إيمان مصاوره
جواد إسماعيل الهشيم
الشاعرة " إيمان " لها من اسمها نصيب وافر ...
فهي مؤمنة بعدالة قضيتها ، وموقنة بأن إمكاناتها وعطاءها معين لا ينضب
فدمها نقي صاف متدفق كأنه شلال يروي ثرى الوطن , وعقيدتها راسخة فهذه صلاتها لا تختلسها في زوايا الحياة بل تؤديها مطمئنة في رحاب واسعة منادية ومناجية في وصال دائم ... وفي أبهى صور العبادة ، وقد قيدت حزنها بأقفال ثم أطعمتها اللظى ... كما أنها غالبت حصاد بحر هذا الحزن حتى انتصرت على أمواجه ... وكيف لا .. وهذا رفيق حياتها ( الأمل الواعد ) تحفه بزهور أغنياتها النضرة العذبة اليانعة
يا له من رصيد هائل من الإرادة والإمكانات تواجه به تعاريج الواقع .... فهي تملك الحجة الدامغة النابعة من قناعة ثابتة كما أنها ذات سخاء لا نظير له في عالم الشهادة ولأنها صاحبة حق فهي قذيفة حق ترجم بها العدا
إنها مؤمنة إيماناً يبهر العقول إلى حد التسليم بأحكام القضاء ... فالحزن يتولد من بين أضلعه الحنين والذبح ولو على حجر تهزأ به ولا يدعها تتزعزع .
إنها ترى الوحدة قاب قوسين أو أدنى وإن كانت مثخنة بالجراحات أو مثقلة بأحمال من الأنّات ... كل ذلك تقابله بكبرياء وشموخ دمها البهي العذب النقي الذي يفوق شآبيب الندى .
إن شاعرتنا إيمان كعادتها تنقل المتلقي من حالة إلى أخرى فهي تمقت الرتابة في الشعر وتراها خانقة للإبداع ... لذا ها هي تنقلنا كالبرق الخاطف من دائرة الإخبار ( الجمل الخبرية ) التي احتواها المقطع الأول في النص إلى دائرة الإنشاء ( الجمل الإنشائية ) لتوقظ فينا أحاسيس العطاء والفداء وننهض ونهرع إلى خندقها الوطني
( امضوا ... قوموا ... عودوا )أفعال أمر تستحث بها كل محب للوطن ليبذل روحه ويقدم جسده ويكون عطراً غير محتبس ومغلف في قوارير بل يفوح شذاه ليعانق روح الحياة ويغرد بشعر تنتفض حروفه اللاهبة لتشوي وجوه الطغاة
ها هي تنادي كل سارد وشاعر غارق في حب الوطن بأن يروي روايته ويسرد حكايته ويخرج الشعر من فوهات البنادق كي يرضعوا بها الأجيال القادمة برؤيا الشهيد الذي تدثر بكفن الوطن
إنها لعلى يقين بأن علم الحرية سيرفرف هنا فوق جبال القدس وبطاح وسهول فلسطين
إن الحياة لن تتوقف باختفاء رغيف الخبز وإن كان الحزن يلف هذه الحياة فالأجيال القادمة هي صانعة الحياة التي نريد
إنها برؤية وقدوم هؤلاء الأسياد سوف تغفو هانئة على تراتيل شعر قد آتى أكله ولسوف ترفع هامتها فوق كل بحور الأرض
وفي اختيارها لكلمة ( بحور ) دلالة غنية باتساع المكان فالماء يغطي مساحة كبيرة من الكون
كما أنها ستظل رايتها خفاقة كشراع قلبها العظيم فوق ثرى فلسطين
كلمة حق تقال بأن إيمان مصاروة ( سيدة الاقحوان ) ترغم من يقرأ شعرها على الاعتراف بأنها شاعرة من أخمصها حتى أشمها
وهذا مني اعتراف بعد إيمان وقناعة ..... فهل يكفي ؟
بكل صدق النص يستحق التثبيت فهو نص مميز
مشاركة هذا الرد فيGoogle Facebook
Twitter Digg
إضافة إلى ما سبق من نقد سأقوم بقراءة نقدية مستفيضة تخضع لدراسة أسلوبية
فالنص يستحق ذلك لما فيه من كنوز دلالية
ولسوف يتم نشر هذه الدراسة للنص في صحفنا المحلية في قطاع غزة
أسأل الله التوفيق للشاعرة والعون لي
كما أتمنى أن يلتفت نقاد دارنا الحبيبة إلى النصوص الجيدة التي تستحق الدراسة
وأشكر إدارة الدار التي تحث دائما الشعراء والنقاد على التفاعل فيما بينهم لبلوغ الإبداع وإمتاع القرّاء فلا تكفي الردود المقتضبة لأنها لا تكشف كنوز وجماليات النصوص
مودتي للجميع