في رحيلِكَ بعثرْتُ كلَّ الحروفِ
وباحَ نايي مُوجِعاً
ليرتلَ الجرحَ المُراقِ
وثارَ في سخطٍ
دعاهُ إلى الرَّحيل
كلُّ المدامعِ لا تليقُ
بما ترى مِنْ هَمسِ عاشقةٍ
رواها في الغيابِ الحنظلُ المرُّ
المسالُ على ضفافِ الحبِّ
منْ ذاكَ الفُراقِ
لعنْتُ جِرحي،
غصةٌ في القلبِ
ترسو في شفاهِ الموتِ
تقتلُ كلَّ دمعٍ لا يليقُ بحبِّنا
أنا مِنْكَ كلُّ حلاوةٍ في قبلةٍ مرّتْ
بلا مَرسى
وباتَتْ كاليمامةِ تحملُ الجرحَ الدَّفينِ
وتَنتشي كلُّ النُّفوسِ
إذا تداعَتْ بالهَديلِ وبالبُكاءِ
صليْتُ حتى فاضَ في مِحراِب
شوقي ما دعاكَ لكي تقيمَ
على جناحِ الموتِ طقسَ الرَّاحلين
قدْ جُنَّ قلبي في هواكَ
ولم أزلْ عَطشى
ونيلُكَ في مساءِ الوجدِ يَجري
قدْ سقى الأحلامَ
حتى فاضَ فيكَ الحبُّ
وانتهلَ الودادَ منَ اليَقينِ
يا عاقدَ الوجدِ المُباحِ دعوْتَني وتركْتَ
جُرحي للغيابِ مسافراً
قدْ ارهقَتْهُ مرارةَ اليأسِ المُكدَّسِ في السِّنين
قُمْ صلِ فوقَ القلبِ ما حفظَتْ
عيونُكَ منْ دموعٍ ارهقَتْها لوعةُ الطَّللِ الحَزين