منْهُ اسْتزدْ إنَّ فيه الرُّوحَ سكْرانهْ
فخمْرة الحبِّ للعشّاق ملآنة
هي الصبوحُ على ريق الصباح جرتْ
فأورق القلبُ ما استحْلاهُ شرْيانهْ
دع الكؤوس لمنْ ذابوا بكرْمتها
فاشتاقت النفسُ , إنَّ النفسَ ولهانهْ
شاءوا وصالاً ومدُّوا للهوى وطناً
وهكذا كلُّ هاوٍ عادَ أوْطانهْ
غنَّوا فسجَّعتِ الأطيارُ منْ نغمٍ
أذابها شجناً , منْ عاش أشجانهْ
تُعالجُ النفسُ بالتَّنغيمِ شنَّفها
لحنُ الغرامِ على الأنغامِ هيمانهْ
كمْ رقَّص اللحنُ قلب المرء منْ شجنٍ
سرى فأنعش ذاك اللحنُ أبدانهْ
في الحبِّ مُتَّسعٌ للعاشقين فهمْ
منْه اسْتمدُّوا , ومدَّ الحبُّ شُطآنهْ
جرِّبْ إذا شئتَ أنْ تسلوْ حكايتهُ
كالقطْر إنْ همرتْ غذَّتهُ أمزانهْ
قلْ للمحبّين فاز العارفون به
فهمْ إليهِ عيونٌ فيه هتَّانهْ
لاذوا إليه فأولاهمْ عطيَّتهُ
ومنْ يلُذْ بالهوى , أعلى الهوى شأنهْ
إنْ شئتَ تسْعدُ فيْ جوِّ الهوى زمناً
فحصِّنِ القلبَ , لا تؤذيه أحزانهْ
منْ غادرَ الحُبَّ , فالمثوى نهايتهُ
كميِّت الذَّات قدْ لفَّتْه أكفانهْ
--------