(( إذا الزَّهْرُ زنْبقتْ ))
كُؤُوسٌ تدفَّقتْ
ألا فاشْربيْ يا نُعْمُ ممَّا تدفَّقتْ
عليها طِلابُها
وما ثمَّ إلاَّ مُسْتلذاً فأهْرقتْ
على الرَّوْض زانها
أزاهيْرَ فُلٍ عطَّرتْها , ورحَّقتْ
رياحينَ مُدْنفٍ
وقدْ مدَّت العُشَّاقَ كأساً تدهَّقتْ
يُعرْبدُها صبٌ
تميسُ كأغْصانٍ , تلاقتْ , فعتَّقتْ
تعاطى الهوى غِرٌ
فذاب الجوى , والعينُ بالدَّمْع رقْرقتْ
ومنها تعاطفتْ
مفاتنُها حتى السماواتُ زرَّقتْ
ومادتْ بخصْرها
على ساقيات الوصْل منْ كفِّها سقتْ
سلُوها فإنَّها
تُنغِّمُ بالألْحانِ روحاً إذا ارْتقتْ
عُيُوْنٌ ترى المعْنى
فإنْ هبَّ داعي الشَّوْقِ , نفْسيْ تشوَّقتْ
أيُخْبرُها قلبيْ
وقد ذاب وجْداً, والعصافيرُ زقْزقتْ
بأنِّيْ أُجازيها
جِناناً من المأوى , إذا نفْسُها اتَّقتْ
تدُوْمُ على السَّلْوى
بأثْوابها والحُلْيِ , شقرا تزهْنقتْ
معاشرَ عُشَّاقيْ
لكمْ منْ وروْديْ ما أراها تفتَّقتْ
أرى معْشريْ صفِّيْ
بأنْخابهمْ سكْرى , على اللحْن موْسقتْ
لماذا أحبَّائيْ ؟
إذا مسَّكُمْ عطْريْ , شفاهيْ ترتَّقتْ
ترانيْمُ ألحانيْ
تُناغيْ نسيْم الصُّبْح , إنْ غبْتُ شرَّقتْ
لها العينُ حوْراءٌ
ونقْشٌ بكفَّيْها , كزهْرٍ تزنْبقتْ
لها القدُّ ميَّاسٌ
تعَشَّقَها الأحبابُ ناراً فأحْرقتْ
ربيْعيَّةٌ تشْتوْ
إذا برْعمتْ أوْراقها أو تحلَّقتْ
كصيْفٍ بأعْطافٍ
منَ الحرِّ أضْناها زفيْريْ فشهَّقتْ
خريْفيَّةٌ ورْقآ
تُبسْتنُ واحات الفؤادِ بما وقَتْ
قواريرَ جلاَّها
وإنْ شئتَ قلْ نوْرٌ , إلى الشَّمس حدَّقتْ
سمونا فما كُنَّا
لِهاثاً , وقدْ مدَّتْ خدوْداً , وطوَّقتْ
كورْد المسا لمَّا
دعاها عشاءً , فاسْتبدَّتْ وطلَّقتْ
يُراودُها طوْراً
غُلامٌ فما يعْدوْ .. فإنْ قال صدَّقتْ
فسُبْحان منْ سوَّى
جمالاً على أعضاءِ أُنْثى تخلَّقتْ
دعونيْ أناجيها ؟
أنا البحْرُ إذ أطويْ شراعيْ تعلَّقتْ
.........
محمد عبد القدوس الوزير