شعر \\ ايمان مصاروة
على ثرى الختيار
هذا أبو عمَّارَ في الأنْظارِِ = حجْمُ السماءِ ورِفعَةُ الاقْمارِ
هو راسِخٌ كالوشْمِ في كُتُبِ العُلا= هو خالٍدٌ كالحُبِّ في الأشْعارِ
وهُوَ التشامُخُ في الجبال كأنه = قد كان مَخْلوقاً منَ الإصرارِ
الزهْرُ في كفَّيهِ ينْطَقُ شادِياً = بالصدْقِ والإيمانِ والإيثارِ
في كلِّ أشجارِ البلادِ عَبيرُهُ = عَبِقٌ وفي الجُدْرانِ والأسْوارِ
ما هابَ يوماً مِنْ كؤوسٍ مُرَّةٍ = لَوَانَّها كانتْ كُؤوسَ النارِ
ما ارتدَّ في وجْهِ العَدُوِّ حِصانُهُ = وَلَوَ انَهُ في ساعةِ الإعْصارِ
إن ماتَ مُغْتالاً فنَفْسٌ حُرّةٌ = لا تنْحَني ودَمٌ زَكِيٌّ جارِ
لكنُه يحْيا بَعيداً راضياً = بِنضالِهِ في صُحْبةِ الأبْر ارِ
ما كُل ُّ عَيْشٍ تُسْتَطابُ ثِمارهُ = لا عيْشُ إلا عَيْشَةُ الأحْرارِ
لا عزّةٌ في الذُّلِ مَهْما جَمّعَتْ = في بيْتِ ذُلٍّ مِنْ بريقِ نَضارِ
يا ياسرٌ المقدامُ في أرض الوغى = ترضى الحصارَ ولا قبول َ العارِ
هيهاتَ أن يُخْفوا ضياءكَ عنْدما = ملَأ السماءَ بِعَسْكَرٍ وحِصارِ
كُنتَ الكبيرَ بنا وكلُّ كبيرةٍ = دَهْياءَ تَصْغُرُ في نُفوسِ كِبارِ
كمْ كُنْتَ تلقاني أباً مُتَبَسِّماً = تَحْنُو بِعطْفٍ مُشْرِقٍ مِدْرارِ
كمْ كنتَ أنقى مِنْ بياضِ سَحابَةٍ = وأجَلََّ ذِكْراً مِنْ شَذأالأزْهارِ
كمْ كنتَ ظِلّ المُتْعَبينَ مُواسِياً = يا ظِلَّ حُبٍّ يا أبا عَمّارِ
لم نفْتَقِدْكَ فأنت حيٌّ ها هُنا = في القلبِ والوِجْدانِ قَبْلَ الدّارِ
ها أنتَ تُلْهِمُ كُلَّ طالبِ مفْخَرٍ == ولقدْ صَمَدْتَ وذاكَ خيْرُ فَخارِ
يسقى ثراك الزائرونَ بأعْيُنٍ = بخلتْ إذا ما كنَّ كالأمطارِ
ولتَبْكِ إن ْ كانت عيونٌ قصَّرَتْ = كل القلوبِ على ثرى الختيارِ