القدس\\ شعر ايمان مصاروة
*** قصيدة ستُقرأ في ندوة اليوم السابغ خلال نقاش حول ديوان بتول لغتي .
أتيْنا إليها حيثُ يَشْمَخُ سُورُها
فعانَقَنا قبْلَ الدُّخولِ عَبيرُها
وما فتِئتْ تُلْقي الصُّمودَ قصيدةً
مَنازلُها أشْجارُها وطُيورُها
بَدَتْ نَجْمةً قد زادَها الحُبُُّ رِفْعةً
فكلُُّ ظلامٍ حالِكٍ لا يَضيرُها
هِي القُدْسُ ما أنقى ملامِحَ وجْهِها
يُنيرُ الدَّياجِي حُزْنُها وسُرورُها
نَمُرُّ بِها شوْقاً فنَقْطُرُ لوْعَةً
ويُوحي إلينا الشِّعْرَ فيها شُعورُها
هيَ الدَّوْحَةَ الخَضْراءُ للهِ دَوْحَةً
مُبارَكَةٌ أغْصانُها وجُذورُها
فها نَحْنُ فيها في جِنانِ مَحبَّـةٍ
نَهُزُّ كُؤوساً مِنْ نَدىً ونُديرُها
*****
في القُدْسِ يَحْتَفِلُ اليَبوسِيّونَ بالزيتونِ
يَبْنونَ الشُّموسَ على مَعابدِهمْ
ويُهْدونَ النَّسيمَ إلى عُيونِ الحُبّ
يَحْتفِلونَ في أرضِ السَّلامِ بوردَةِ الدِّفْلى
وينطلقونَ للفجْرِ البعيدْ
في القُدْسِ يَنْتَظِرُ القبائِلَ عَرْشُ إخناتونَ
يَكْتشِف ُ الصَّلابةَ في حِراب البَدْو
والتاريخُ يَقْرَأ في سُطورِ العُنْفُوانِ قَصيدَة ً
وير ى الإرادَةَ تهزِمُ الليلَ العَنيدْ
في القُدْسِ تَغْرِسُ سِحْرَها المَلَكِيََّ بابِلُ
والفُتُوَّةَ في حدائقِها المُعلَّقَةِ العَجيبةِ
تَفْتَحُ الدُّنيا نوافِذَها لِتلْتقطَ الهواءَ
وتَنْتَشي بِالحَرْفِ
تَضْحَكُ مِنْ جديدْ
ها نحنُ نرْكُضُ في شوارِعِها ونَشْرِبُ مِنْ مَنابِعِها
ونَسْمَعُها تُرتِّلُ سُورةَ العشْقِ العتيدِْ
******
في القُدْسِ شَيْخٌ ناسِكٌ يَدْعُونَهَُ " وادي جَهنَّمَ"
تُرهِفُ سَمْعَها الأسوارُ حين يَكونُ يَشْرحُ قِصَّةَ الميلادِ
والألَمِ الذي امْتَزجَتْ بِحُمْرتِهِ الحَضارَةُ والعِبادَهْ
كُلُّ الدُّروبِ إليهْ شائِكةُ الوُرودِ نَتوهُ في أحْلامِها
نَتَلَمَّسُ الإنسانَ في إنسانِها
وجِراحَ شَعْبٍ صيَّرَ الأحْزانَ زادَهْ
العُشْبُ في "جَبَلِ المُكبِّرِ " ِيَحْتفي بالغَيْمِ
يَلْبِسُ خُضْرةَ الكلماتِ رغم سُقوطِ بعض حُروفهِ
في هُوّةِ المَعْنى
تُشتِّتُهُ الرّياحُ فينُبِتُ الأمَلَ الجميلْ
يرْنوُ إلى " وادي الربابةِ" مِثْلَ نَسْرٍ مُفْردٍ زهْواً جناحَيْهِ
يَميلُ إلى أبي ثورٍ أبي العبّاسِ يقْتبِسُ الشَّذا
ويقولُ : إني قادمٌ للمُسْتحيلْ
****
في القُْدْسِ يَبْرزُ مُشْرِقاً " مَلَكِيُّ صادِقُ" بيْنَ رَفْرَفَةِ الحَمامْ
يُهْدي المَحبَّةَ لِلكَبيرِ وَلِلصغيرِ ولِلقريبِ ولِلبَعيدِ
لأنهُ مَلِكُ السَّلامْ
ونراهُ في بابِ الخَليلِ وحوْلَهُ التاريخُ والأشعارُ
كُلُّ عَجيبةٍ وجَميلةٍٍ كانتْ هُنا
القهْوةُ العربيّةُ السَّوْداءُ . آلافُ المَلاحِمِ
تُرْبةُ خَضْراءُ تغْسِلُها وَصايا الأنبياءْ
الآنَ تزْدَحِمُ المَشاعِرُ حَوْلَ مَسْجِدِها الأَسيرِِ
ويَسْهَرُ العُشّاقُ في حاراتها
وتظلُّ كالخَنْساءِ تبْتكِرُ الشَّجاعَةَ في الصَّباحِ وفي المَساءْ
****
أشْجارُ وَقْتي أوْرَقَتْ في زَفَّةِ الذِّكْرى
تَصَحَّرَتِ الأكاليلُ اليَتيمةُ في سَواحِلِ شَهْقَتي
وانْتابَني شَغَفٌ عميقْ
لَمْ تَكْتَحلْ أحْداقيَ البُنِّيَّةُ الإيقاعِ في أعْتابِ عُرْسِكِ
في لُغاتِ الهجْرِ
أيّتُها الأميرَةُ
حينما نَزَفتْ مواويلُ الفُتونِ على تَراتيلِ الرحيقْ
خبّأْتُ قلبي في مَغاراتِ الحُروفِ
دَفنْتُهُ في مُقْلتيْكِ
على شظايا لَهْفَةِ العُشّاقِ
شيَّعْتُ التَّفاصيلَ الصّغيرةَ والكبيرهْ
وغَرَسْتُ في شُرُفاتِ موتي شوْقَكِ الدّامي
وَحُزنَكِ
أغْنياتِ الراحلينَ على شُطوطِ الحُلْمِ
في صحْراءِ أُمْنِيَةٍِ بَقيَّتُها التي في الرّوحِِ أنْتِ
أيَّتها الأميرَهْ