دمشق
لأنكِ أنتِ .. أنتِ جميعُ آهاتي
وبرْقٌ كان قد عَشِقَ المباهِجَ في المَغيبِ
على رَمادِ أوجاعٍ
وَلدْتِ بها مَواويلَ القوافي
تَنثُرينَ على يديَّ ووجنتيَّ
بِحارَ حُزْنكِ
تَغرفينَ منَ الدُّجي المصْبوغِ بالدمِ
فوقَ قافلةِ الجراحاتِ
دِمشْقُ
صرْتِ نبضاً في قَناديلِ الصَّباباتِ
وفي ليلِ العذارى ترقُصينَ
تَمايلتْ أغصانُكِ الحمراءُ شوْقاً
إذْ تزفّينَ الحدائقَ للمَقابرِ
ترسُمينَ حُدودَ عُرْسِكِ
أشعَلتْ صرخاتُكِ الأولى جُنوناً في الغُزاةِ
لِيسْتبيحوا ما لديكِ مِنَ الرَّحِمِ المُعتَّقِ
أو يخطّوا حولَهُ حُزْناً لأطفالٍ
يَقُضُّ نشيدُهمْ أحلامَهمْ
أبقوكِ عطْشى للمياهِ المُستحيلةِ
حينَما جمَدتْ على شفتيْكِ قِصَّتُكِ الخَجولةُ
صرتِ في زنزانةِ التاريخِ سيِّدةَ الحكاياتِ
** إيمان مصاروة / القدس