فيْ غسق الصُّبْحِ سرى
على سُرُر التَّهْميشِ زوَّجتُ أحرُفيْ
لتُنْجبَ منْ ذاتيْ .. نواتيْ وتخْتفيْ
وكان شهودُ العهدِ بوحيْ ومخدعيْ
وقاضيْ قضاةَ الحُبِّ سِرِّيْ وموقفيْ
كأنَّ شُعاع الشَّمسِ ما مدَّ دفْئهُ
ولا البحرُ صبَّ الماءَ منْ فيضِ مغرفيْ
ولا حُلُمي اسْتجْدى كتابيْ إلى الورى
ولا كلِميْ أوْفى لإعجامِهِ بفيْ
عجافٌ سِنِيَّ الوصْلِ هلْكى كأنَّها
يراودُها عنْ ذاتها كلُّ أجوفِ
لمَ الليْلُ يجتاحُ الفضاءات غاضباً
لمَ الفجرُ لمْ يبْزُغْ بصبْحيْ لأحتفيْ
عجينُ الهوى زاديْ يُحلِّيْ ملاعقيْ
وبين أصابيعي الثُّريَّا ومِعْطفيْ
كفرْتُ وقدْ أسلمْتُ مجديْ لغافلٍ
وآمنْتُ أنَّ النَّحْسَ شبْلُ التَّخلُّفِ
إذا ملكَ الوهمُ الزِّمامَ تكلَّستْ
عرُوقُ الدُّنى فيْ كلِّ سفْحٍ مُكشَّفِ
براعمُ أوراديْ حديثيْ كوالهٍ
أتمْتمُ نصفَ الحرفِ , والحرفُ لمْ يفِ
سرقتُ منَ التَّهويمِ أسرارَ معدنيْ
وركَّبْتُها فوق الثُّريَّا لمُنصفِ
أرائكُ أشواقيْ إلى الحُسْنِ هزَّها
صقيعُ المداد الْ ( يعْترينيْ ) بأقْنفِ
لمنْ يرجع المسْكونُ في همِّهِ وما
عليهِ ,, ليحظى بامتياز التَّزلُّفِ
بكى اللوحُ يا نون الأساطير وانْهمى
به الدَّمعُ مغْزاراً بدار التَّصوُّفِ
أرَقِّعُنيْ منْ فرْط شَطِّيْ فيلتقيْ
على السَّمِّ خيط الرَّتْقِ منْ أجل شرْشفيْ
أبرْقعُ وجه الصُّبْحِ عنْ عين كافرٍ
فيدحضُ إيمانيْ ويوريْ تأفُّفيْ
بمرْهمِ عبد الضَّوءِ مسَّدْتُ ظلْمتيْ
وساطورُ فكِّ الرَّمزِ يُبديْ تخوُّفيْ
سلقْتُ رماحَ الطَّعنِ فيْ قدْرِ حرْفتيْ
وأضرمْتُ صوتَ الرِّيْحِ فيْ كلِّ مقْصفِ
لثمتُ سواد الليلِ أرجوْ ضياءهُ
فأبْرقَ واسْتولى بغير تأسُّفِ
حنانيك يادنيا ,, تُعاديْنَ سيِّداً
تعبَّدهُ الأقزامُ . منْ عنْ إلى وفيْ
ورُبَّ حديثِ العهدِ أعتى إذا مضى
عليها كأنَّ الفضْل ديْنُ التَّعسُّفِ
إذا ساءلوا الغوَّاصَ كمْ فيْ جِرابهِ
أجابَ . وهلْ أفشيْ لقومٍ تقَشُّفيْ
يُداعبُهُ بالنَّصْلِ منْ حرِّ حُبِّهِ
فيُرْديْهِ .. إنَّ النَّصْلَ إنْ تُؤذهِ يفِ
رصفتُ من الأحلامِ ما خفَّ وزنُهُ
وأبقيتُ مثقالينِ فيْ حجْزِ مِلْحفيْ
تعنَّى .. فمنْ يُسْعفهُ فيْ ليلةٍ شتتْ
وأوراقُها اهتزَّتْ على هاجعٍ نُفيْ
مهاجع هذا الليل , لاطتْ كؤوسنا
فلا شفةٍ شفَّتْ .ولا ساقمٍ شُفيْ
============
محمد عبد القدوس الوزير
صنعاء- 19 يوليو 2013م